‘‘ العيش في الوهم ..! ’’
------------------------------
إن من شدّة بؤسنا ، وبؤس هذا العام من حولنا ..
أننا أصبحنا أناس وهميون، نعيش في "الوهم" ونتغذا علية ،
ونستمد من "الخيال" ونستند الية !!
فنحن لم نكتفي بما لدينا من صراعات على خلافاتنا الواقعية -القادرة على تدمير هذا الكوكب- وحسب ، بل أصبحنا نتصارع ونتنازع على أشياء وهمية، مستقبلية، قبل وقوعها حتى!!
وكأننا قد نجحنا من تصفية جميع خلافاتنا الحقيقية "الموجودة على أرض الواقع" ، ولم نجد أي خلاف "واقعي" جديد كي نتصارع علية ، حتى أصبحنا نبحث عن إشياء جديدة في الخيال "غير حقيقية" لنتصارع من أجلها !
إن أغلب الأشياء التي نتصارع عليها في مجتمعنا -إن لم تكن جميعها- هي -أساسآ- أشياء وهمية، مستقبلية، لم تحدث بعد.
- ف'هذا' يحارب 'ذاك'، لأن 'هذا' يعتقد بأن 'ذاك' يعتزم على فعل 'كذا' !
- و'ذاك' يمقت 'هذا'، لأن 'ذاك' يظن بأن 'هذا' يفكر ب'كذا' !
- فيموت 'هذا' ويقتل 'ذاك' ، و'هذا' و'ذاك' لم يفعلا شيئآ من 'كذا' و'كذا' الذاني تصارعا من أجلة، ولم تحدث!!!!!
تركنا الحقيقة، وركضنا وراء الخيال، ورفضنا الواقع، ومشينا خلف أستار الوهم، وأصحبنا نعاقب هذا من دون سبب يذكر ، ونقاتل هذا لأننا نظن بأنه يفكر على فعل كذا وكذا ، أو سيفعل كذا بعد مدة!
- و'ذاك' يمقت 'هذا'، لأن 'ذاك' يظن بأن 'هذا' يفكر ب'كذا' !
- فيموت 'هذا' ويقتل 'ذاك' ، و'هذا' و'ذاك' لم يفعلا شيئآ من 'كذا' و'كذا' الذاني تصارعا من أجلة، ولم تحدث!!!!!
تركنا الحقيقة، وركضنا وراء الخيال، ورفضنا الواقع، ومشينا خلف أستار الوهم، وأصحبنا نعاقب هذا من دون سبب يذكر ، ونقاتل هذا لأننا نظن بأنه يفكر على فعل كذا وكذا ، أو سيفعل كذا بعد مدة!
وكأننا نريد أن نقطع يد "السارق" قبل أن تمتد وتسرق، ونريد جلد "السكير" قبل ان يذوق ويتلذذ ، وأتهمنا هذا ، وطعنا في ذاك، قبل حتى أن نعرفهم أو نعلم من هم!
صحيح أن ما ذكر أشيئا عجيبة، وتدعوا للإستغراب ، ولكن للآسف هذا هو الواقع ، وللآسف ايضآ، إننا نمارسة يوميآ بشكل دوري، حتى أصبح شيء شبة روتيني، يصعب على خلايا "الدماع" إستنكارة أو التحذير منة !!
فمن كان يحذر من سقوط "الجمهورية" وعودة "الأمامة" ، ها هو بالأمس يحتفل بذكرى "الثورة" ، ويوقد شعلتها، حتى بعد دخول "الحوثي" إلى صنعاء.
ومن كان يتحدث عن سقوط 'صنعاء' ، ويحذر من سوء عاقبة ذلك، ها هو نفسه اليوم يحذر من وجود "اللجان_الشعبية" في نفس تلك العاصمة التي حذر من سقوطها مسبقآ ولم تسقط !!
عيشوا إيامكم وتمتعوا بها، ولا تفسدوها بآوهامكم وسوء ظنكم الذي عادة لا يتحقق ولا يجلب إلا كثيرآ من ألمشاحنة والخصام .