الأربعاء، 21 مايو 2014

اختراق المجتمعات



لا غرابة في أن تخترق مجتمعاتنا ، ولا عجب في أن تطمّس جميع ثقافتنا وتستبدل بثقافة بديلة -بغض النظر إذا ما كانت ثقافة صحيحة أو ثقافة مغلوطة- والسبب في ذلك يعود إلى إنعدام الثقافة اساسًا لدّى العامة ، و إنعدام الثقافة تمثل التربّة الخصبّة لزرع إي ثقافة أخرى بديلة لدّى إي مجتمع ، وهو أيضًا المساعد الأساسي لتقبلّها ولسرعة تفشيها .

لذلك كانت ولا زالت المجتمعات العربية هي القِبَلة الأولى لأصحاب الثقافاتالمغلوطة ، وموطن خصّب لإنتشار الثقافات المختلفة وإستيطانها على مر العصور ، وفعلا استطاع الأذكياء التظليل على الكثير وتمكنوا من طمس أخر معالم الثقافة الصحيحة ، وهدم ما تبقى لدّى البعض من ميراث ثقافي صحيح وإستبداله بثقافة هشّة قابله للإختراق وسهله التمزُق في إي وقت ومن إي شخص ، وقد تسخر جزءً كبير من مجهودات المخترقين الأوائل لضرب ومحاربة منابع الثقافة الصحيحة -إن وجدت- من خلال تسليط معارضيه لإنجاز هذه المهمة ، لأن ماذا تتوقعون من عقول جوفا خاوية على عروشها من إي تحصينات ومتعطشة لإحتضان إي فكر ، ومتلهفه على تفعيل خلاياها المتُفرغة من إي مهام منذ نشأتها ، وتشغيلها بإي مهام أخرى من خلال تقبل إي ثقافة كانت .!!
تلك بأختصار مصيبة مجتمعاتنا وعلتُها ، وهي ثمرة ما زرعهُ حكامنا في مجتمعاتنا على مدى عقود ، الذين تعمدوا على جعل الشعوب بتلك الصورة من "التخلف" و "الجهل" ، حرصا على التربع في سدّة الحكم وخوفًا على زوال سطوتهم على الملك ونفوذهم المتهالك على شبه ممالكهم المترنحة .
أن الشعوب العربية لا تحتاج الى ثورات أو "ربيع عربي" من اجل التقدم والنهوض من ما هي عليه ، الشعوب العربية تحتاج الى ثورات علمية وثقافية ، و هم في أَمَسّ الحاجة الى "ربيع معرفي علمي" شامل في كل الجوانب ، الشعوب العربية ليس مكتوب لها التطور إلا من خلال"العلم" ثم "العلم".
"العلم" هو السلاح الأقوى لموجهة جميع التحديات ، و هو السلاح الشامل التي تمتلكه الدول العظمّى المهيمنه على العالم ، بينما تفشي "الجهل" هي الثغرة الوحيدة للإختراق ، والعائق الأبرز لمسيرة البناء والتنمية ، والفيروس المسبب لأنتشار جميع الأمراض ، وهو الطريق الموصل الى الفقر ، والباب المطلّ على الفوضاء ، والبيئة المناسبة للفساد ، والمنبع المغذّي للإرهاب ، هو الداء المُزمن المؤدي للشلل الذي نحن الآن فيه ، ولا يمكن التخلص منه إلا من خلال التمسك بحبل الله ثم "العلم" .
نعم يا أصدقائي "العلم" وتغذية ثقافتنا بالعلم ولا شيء أخر سواه .

كفى دجلاً وتظليلاً وكذبا ..


كفى دجلاً ، ويكفي تظليلاً وكذبا ..


ان التجوّل هذه الأيام بين أسطر الصحافة اليمنية يشبة الى حد ما التجول بين إزقة انابيب الصرّف الصحي لدى الدول المتقدمة ، جميعها لها نفس الرائحة الكريهة !
نعم أنا أعني هذا وليس مبالغ فيه أن قلت ذلك ، والسبب هو محتوّى تلك السطور الراكدّة بالتظليل والمليئه بالدّجل السياسي المكتوب باسلوب ركيك لا يصل الى مستوى الموضوع الذي يتناوله ، والمكتضة بالحروف المزيفة للحقائق بطريقة صّبيانية لا تنطلي على إي قارئ حصّيف .
مشكلتنا هي مشكلة جفاف في المبادئ وإنعدام في الأخلاق وعقم في احترام المهنة ، كثير من الأشخاص الذين لا يحترمون مهنيّة أعمالهم ويسخرون مناصبهم لتنفيذ إجندات خاصة سواء كانت إجندة (حزبية أو شخصية) ، ومن بينهم الصحفيين والكُتّاب المغمورين الذين يتفنون في ذلك بهدف إرضاء ملاك و رؤساء تحرير الصحف التي يعملون لديها ، غير مباليين لضمائرهم التي لو حالوا العمل على أرضائها لما تجرأوا على كتابة تلك الاسطر المعفّنة بعفّن من يعملون لديهم .
أن غياب المؤسسات الحكومية وإنغلاق ابواب الصحف الرسمية في وجة الكتّاب الناشئين دفع الكثير منهم الى البحث عن اساليب جديدة للكذب والتزوير وتطويره ، لكي يجدوا مكان لهم بين تلك الصحف الصفراء -التي لا تخدم غير ملاكها فقط- ناهيك عن الإنحراف اللا أخلاقي الذي اصاب بعض الكتّاب المرموقين وإنجرارهم الى وحلّ "التحزب" ومرض "التعصّب" ، الأمر الذي دفع البعض إلى الحذو حذوهم وتبني مواقفهم السلبية ، أمل في أن يصلوا الى ما وصل ألية من مكانة مرموقة في الوسط الصحفي .
وهذا هو حال أغلب الصحف في بلادنا ، التي أصبحت عبء ثقيل على الوطن ، وسبب لكل بليّه يعاني منها المواطن والوطن ..

اسباب الازمات الحالية في اليمن




يظهّر بشكل جلّي لجميع المتابعين للشأن اليمني أسباب هذه الأزمة التي يعاني منها البلاد ، كما بات واضح للعيان المتسببون في إفتعالها ، في هذا التوقيت تحديدا الذي تزامن مع بدأ حملاته الجيش العسكرية للقضاء على ما يسمى بالقاعدة ، وهذا ما أثار حفيضة وأمتعاض بعض الأطراف والقوى السياسية التي تشارك الرئيس "هادي" الحكم .
هؤلاء الذي بدأت مواقفهم بالظهور لمناهضة قرار الرئيس "هادي" القاضي بأستاصال من عاثوا في الأرض الفساد وإشتذاذ شئفت من أكثروا بالتفجيرات والإغتيالات ونكلوا بالعباد ، عندها أحسوا بخطورة ما يجري من دحر لأوكار حلفائهم المخفيين ، وقطع لأياديهم الخفية المخصصة لتصفية خصومهم السياسيين ، وأبادة جماعية لمحزون القوة الإحتياطية التي كانوا يستعينون بها لفتح الجبهات عند الحاجة وإمدادهم بالعون والمدد عند الطلب ، بعدها سارعوا الى تدارك الموقف من خلال تخويف الرجل الأول في الدولة "هادي" بفزاعة "الدفاع عن الجمهورية" وأسطورة "عودة الأمامة" القادمة من الشمال وأوهام "سقوط العاصمة"، في محاولة يأسة لصرف الأنظار عن الخطر الحقيقي الذي طال ضباط وأفراد المؤسسة العسكرية وكذا المعسكرات ، والذي بات يهدد حياة الرئيس التوافقي "هادي" شخصيا وذلك عندما وصل أذاهم الى مقر عمله "وزارة الدفاع - مجمع العرضي" في الكانون الأول من العام الماضي .
ومع أصرار الأخير وعدم رضوخه لفزاعات القوى السياسية المشاركة في الحكم ، تعمدت القوى النافذة الى قصم ظهر الدولة من خلال افتعال الأزمات و أغراق البلد في غياهيب الظلام و شحّة توفير المشقات النفطية ، وأستخدامها كورقة ضغط على "هادي" للتوقف عن ما بدأ به في محافظتي "ابين" و"شبوة" .
بهدف خطف الأضواء عن ما يقوم به "الجيش" من ملاحم بطولية ضد ما يسمى بالقاعدة ، والتي حظيت بمساندة شعبية واسعة من الجميع ، وجعلها تبدو وكأنها حروب عبثية لا طائلة منها ..
إلا ان تلك الحيل لم تنطلي على القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير "عبدربة" ، وأستمر في تطهير تلك المناطق من رجس الأجانب التكفيريين وتدمير أخر معاقلهم فيها ، الأمر الذي دفع قوى الظلام الى رمي أخر أوراقهم وتفجير الوضع في "عمران" وكذا "أب" لأقحام "الجيش" في حرب خاسرة وغير عادلة ضدّ المواطنين ، وتخفيف الضغط عن حلفائهم وأبناء عمومتهم "الأجانب" الوافدين .

بأختصار .. هذه هي الحكاية برمّتها ..

الجمعة، 16 مايو 2014

ما الحل للخروج من الأزمة في اليمن ؟!


الجميع يسأل عن الحل !
والجميع يريد الوصول الى الحل !
والكل يُمني نفسهُ للوصول الى الحل !
والحل المقصود هنا .. هو "حل" الخروج من هذه الأزمة التي تمر بها البلاد .

صحيح أن الحديث عن المشاكل من قبل مثقفينا وساستنا دون التطرق الى "حل" بصوره أو بأخرى ، يعتبر "ثرثرة" ليس أكثر ، و لا يزيد في الأمر إلا سوءً وتعقيد ..

وصحيح أيضًا ، أن أكثر مثقفينا وساستنا قد وقعوا في شراك هذا الفخ ، وأنحصر حديثهم في الآونة الأخيرة حول المشاكل وعن تفاقمها دون التطرق الى أي "حل" يذكر لما نحن فيه من إشكال ، ولا ندري ما السبب الذي أداء الى ركود مثقفينا وجمود الساسة المعنيين عن إدرار الحلول للأوضاع الراهنة !!

هناك العديد من الاحتمالات التي من ممكن أن نطلقها لتفسير الحالة التي وصل أليها ساستنا الكبار ، ومثقفونا الأوائل ، والمعنيين بأمرنا وصلاح حالنا ، ويمكن أن نجملها في عدة نقاط ؛ أهمها:
* العجز والكسل ، وعدم الاستشعار بالمسئولية من قبل المسئولين نفسهم ، والذي جاء بسبب تجارب سابقة "ايجابية" ولكن المجتمع لم يوفهم حقهم من الشكر والثناء بعد انجازها ، مقارنة بأعمال أخرى "سلبية" قُدمت من البعض ولكن كان له صدا أكبر من صدا العمل الايجابي ، الأمر الذي يؤدي الى ( عدم الاهتمام واللامبالاة ) لما يدور حولهم ، وهو شيء أسمة في علم النفس "فوبيا" من عمل الصواب وحتى وأن هو يعلم بأن عملهُ صائب 100% ولكنه يخاف من عمله ، وهي صفة ملازمة لدى الكثير من صناع القرار في بلادنا .
* التقدم في العمر ( الشيخوخة ) وطغيان الأسماء نفسها على الساحة اليمنية واكتساحها طيلة عقود ماضية طويلة ، الأمر الذي يجعل تلك المشاكل تبدو وكأنها صغيره في نظر من اعتادوا على الوقوع في تلك المشاكل في عهدهم دون أن يكون لديهم حس وطني للإسراع في أيجاد الحلول ، حتى تصبح شيء روتيني بالنسبة لديهم .
* ثقافة المحاصصة وعدم ترسيخ مبدأ ( الوطن للجميع ) : تلك الثقافة هي التي دفعت معظم المعنيين الى الركون الى الأخر وعدم المبالاة ، تحديدًا عندما تكون هذه المشكلة أو تلك ، ليست ضمن حدود وزارته المكلف عنها أو الوزارة التي تكون خارج حصة "حزبة" الذي ينتمي أليه ، وهو نتاج طبيعي لتفشي ثقافة ( الحزب أولاً ) وثقافة ( أنا خيرٌ منه ) تاركين "الوطن" وراء ظهورهم بسبب انشغالهم في مناكفاتهم الحزبية في أثبات فشل هذا الحزب أو ذاك على الأخر ، وقد يزداد الأمر سوء وتعقيدًا عندما يتعمد البعض على التجاهل لحل المشكلة في مكان ما ويتغافل عنها في وقت يكون هو المالك الوحيد لمفاتيح حلها أو تفادي الوقوع فيها ..
* التهميش والإقصاء : يعاني العديد من صناع القرار المؤثرين في بلادنا من تلك المعضلتين المذكورتين أنفًا ، والتي جاءت بسبب مآرب وأجندة حزبية ضيقة ، أدت الى إقصاء شريحة كبيرة من النجباء والفعالين ظلمًا وتعسفً و من دون أي سبب سواء عدم الانتماء الى حزبٌ ما ، أو مواقفه المناهضة لشخصية لها نفوذها في البلاد أو بسبب تبني موقفٌ معين يخالف سياسية هذا الحزب أو تلك الشخصية ، والتي تنامت حتى أصبحت ثقافة سيئة لدى غالبية المعنيين وأصبحت تمارس بكل سلاسة في معظم التعاملات .
* الخوف من قول الحق لما له من تبعات مخيفة قد تصل الى التصفية الجسدية في أسوء الحالات ، خصوصًا ذلك الحق الذي له أبعاد سياسية دينية ومذهبية ، وعدم ذكر عيوب ممارسات البعض وتصحيحها –أن وجدت- عند القريب قبل البعيد وعند الحليف قبل العدو ، بسبب المداهنة والمجاملة أو التعصب الأعمى لهذا الحزب أو تلك الشخصية . 

وهناك الكثير من الأسباب التي لا يسعفني الوقت على ذكرها جميعًا ، ولكن ما ذكر أعلاه قد تكون أبرزها .

ومن هنا يتلخص لنا بأن المشكلة كبيره وتكمن في صناع القرار أنفسهم ، وقد يعتقد البعض بأن مجمل ما ذكر يعتبر تعريضّ لشفرات حل الإشكالية الواقع فيها البلاد وتعقيد لها والأطاله فيها من خلال ذكر مشاكل إضافية الى جانب المشاكل الحالية ، ولكن الحقيقة هو ليس تعريض والجميع يعلم بأهمية ما ذكر ولكن أغلبهم يتغافلون عنها نظرًا لصعوبة حلها أو أستحالته ، لان لا يوجد حل أنسب لكل ما ورد إلا تغيريهم وأستبدالهم بكوادر جديدة جديرين بتولي المهام الموكله أليهم ، ومتحمسين لمواجهة الصعاب وخاليين من العيوب والشوائب الموجوده في من سبقهم .
وإلا فأن لا خيار لهم سواء الأستعانة بـ"الحل" الأخر الذي دَأَبَ عليه الوضع طيلة أربعة عقود ماضية ، وهو الصبر والإنتظار الى أن يتخلصوا صناع القرار من القيود التي تمنعهم من مباشرة عملهم وحل الإشكاليات التي تواجههم بالمسكنات والعقاقير المهدئه التي لا تأتي إلا بنتائج مؤقتة وسرعان ما تزول وتعود نفس المشكلة ولكن بمضاعفات أكبر وأكثر تعقيدًا من السابق .

إذًا فأن الشعب أمام خياران ، أما الحل الأول والذي يبدو وأنه أصبح بعيد المنال نوعًا ما ، أو الحل الثاني الذي أصبح في معظم الأحوال لا مفر منه ، ولن يحدد ذلك سواء "العشب" نفسه ، أما السكوت والرضاء بهذا الوضع وهو ما سيفرض علينا الحل الثاني أو الخروج والمطالبة بحقة ، وهو ما سيفرض على "الحكومة" تبني الخيار الأول الذي سيريح الجميع ..



شـــارك بـرأيــك

الثلاثاء، 13 مايو 2014

تبًا موطني وسحقًا يا دياري
وبَئِيسٍ لهما فهما سبب إنهياري
~
أصبحنا أَشْلاءٌ، أصبحنا دمارِ !
أصبحنا في زمن غريب الأطواري
~
لن أصمت وساصرخ عبر أشعاري
وسأكتب ما أريد، وعن ما هو جارِ
~
سأتمرد وسأعلن للناس إنكساري
ولن تُكَبِّلُني أعرافي عن قراري
~
نعم انا غريب، والغربة داري
والهّم مُسكني والكَدَرُ أسَفاري
~
ضاقت بي السُبل جميعُها
وأُنهِكت قوايا وسَأت أقدارِ
~
ابحث عن أشياء لا اجدها
وعن اجوبة لتساؤلي واستفساري
~
ومن سيجبُ عن تساؤلنا
ومن سيجبني عن سؤالي الناري
~
لماذا نكتب في دفاترنا ؟!
لماذا نضيع وقتُنا بصياغة الأشعارِ ؟!
~
لماذا نقرأ كتب مناهجنا ؟!
ومدينتنا لا يهمها أمرُ الشُطارِ؟!
~
لماذا نهتم بمن لا يهمهُ أمرُنا
لماذا نستنزف قوانا في الأفكاري ؟!
~
فلا أحد سيصغي لحلولنا
وسترمى مجهوداتنا عرض الجدارِ ؟!
~
نكتب ولا يستفيد سواء غيرنا
ونكافح ليأكل ثمارةُ الأشرارِ
ِ~
لماذا يا صنعاء وما هو ذنبنا
لكي يسرقون أتعابنا بوضح النهارِ ؟!
~
أم أنتِ أصبحتِ قبرٌ لنا
ام اصبح الموت عليكِ إجباري!
~
نعم .. لقد سَّأَمُنَا الحياة هنا
وأصبحت أنظارنا الى بلدان الجوارِ
~
هل هذه قِبْلَةُ البَعثاتِ التي كانت ؟!
أم هِي بَلاد "السَد" بعد الإنهيارِ
~
لماذا يا موطني لم تعُدّ موطِنُنا
لماذا أصبحت ملاذا للفُجارِ ؟!
~
أكتب وأبكي على حالنا
وحالنا يبكي من وضعنا العاري !!
~
هل هذه صنعاء التي أعرفها
أم أن البلدان تتغير إذا صرنا كبارِ !!
~
عودي كما كنتُ اعرفُكِ
وانبذي سقمكِ وانفضي عنكِ الغبارِ 


من أشعاري ..
8 مايو 2014 




الأحد، 4 مايو 2014

موكب المودة من شعوب الى صعدة



في موكب مهيب يقدر بحوالي أكثر من (76) حافلة الى جانب أكثر من (20) سياره أخرى تقريبًا، خرجت جماهير غفيرة من أبناء (مديرية شعوب - أمانة العاصمة) يوم الأربعاء المُنصرم، وهي تحمل مشاعل المحبة والمودة، لتلبي دعوة المكتب السياسي لأنصار الله وعلى رأسهم السيد/ عبدالملك الحوثي -حفظة الله- لجميع أبناء منطقة شعوب بمختلف توجهاتهم وإنتمائهم دون إستثناء للنزول الميداني الى مدينة -صعدة- لزيارة إخوانهم فيها، ولتعميق روابط الأخاء والحب بين أبناء الشعب والموطن الواحد، في وقت تعمد البعض على نشر ثقافة الفُرقة والبغضاء والمشاحنة بين أوساط أبنائه، بغرض خلخلة الصفوف وشقها ونزع اللُّحمة الوطنية والنسيج المُجتمعي المتراحم الذي أشتهر به شعبُنا منذ ألاف السنين.
جامع الأمام الهادي عليه السلام - بصعدة

وصل الموكب الذي أطلق على نفسة أسم ( موكب المودّة . . من "شعوب" الى "صعدة" ) الى مدينة السلام "صعدة"، ولقى ترحيب حار من أبناء وعقال ومشائخ المدينة الذين لم يسأموا من إنتظار ضيوفهم حتى الساعات المتأخره من ليل يوم الأربعاء .
وقد تخللت الزياره للعديد من الفعاليات والرحلات داخل المحافظة، وزيارة أبرز معالمها التاريخية ومناظرها الخلابة، ومشاهدة لبعض ما خلفتهُ الحروب "الست" الظالمة وما تركته من مأسي قاسية على سكان وبيوت ومزارع ومقدرات هذه المحافظة ( أرضٌ/ وأنسانٌ ).
وفي يوم الخميس تحرك الموكب الى مديرية "مران" لزيارة ضريح الشهيد القائد/ حسين بدر الدين الحوثي، ولزيارة جرف "سلمان" الذي صمد فيه السيد هو ورفاقة، وسطروا أشرس ملاحم البطولة والفداء للدفاع عن أنفسهم وعن مبادئهم الثابته بثبات جبال "المران" الشامخة التي حمّتهم وأختبئوا فيها.
أستمرت الزياره ليومان فقط، وبالمصادفة كانت جميعها أيام اعياد، يوم "الخميس" الذي صادف يوم "عيد العمال" ، ويوم "الجمعة" الذي صادف أيضًا عيد جمعة رجب -ذكرى دخول أهل اليمن الى الأسلام- وشارك الزوار الضيوف في مسيرة أبناء المحافظة الحاشدة يوم "الجمعة" ، وأكد الزوار من على منصة التغيير هناك على مساندة إخوانهم الأحرار على إسقاط حكومة الفساد وتحقيق كامل أهداف ثورة الشباب.
من بعدها ذهب الضيوف الى الجامع الكبير بصعدة -جامع الأمام الهادي- لأدى صلاة الجمعة ولسماع خطبتها ، ومن ثم ذهب الموكب الى قاعة "الشهيد القائد" لسماع كلمة ترحيبية من السيد / عبدالملك الحوثي قائد المسيرة القرأنية، التي أثرت الزوار بالكثير من الأستفادة والحكمة ، والذي أكد من خلالها على أهمية التكاتف ونشر روح المحبة الأخاء، وترك جميع صور العنف والطائفية، ودعوه صادقة الى السلام ونشره روحه السامّي بين جميع أبناء الوطن الواحد، وذكر فيها لمّحة بسيطة عن سبب رفع الشعار وأعلان البراءة من أعداء الأمة، وقد تطرق من خلالها أيضًا عن ذكر أهم أخر الأحداث والمتغيرات التي تمرُ بها الساحة اليمنية والأقليمية وأبرز تأثيراتها على المجتمع، وعن كيفية الأستفادة المُثلى من مجرياته. 
وفي صباح يوم "السبت" غادر الموكب الى منطقة "بني معاذ" لزيارة قبور الشهداء البواسل ومن بينها قبر الشهيد د. عبدالكريم جدبان الذي أغتالته أيادي الغدر والخيانة في العاصمة صنعاء بعد خروجة من الجامع والعودة الى منزلة، وقرأوا على أروح الشهداء سورة "الفاتحة" ، وأنطلقوا بعدها صوب العاصمة صنعاء تاريكين ورائهم قلوبهم وأفئدتهم في تلك المحافظة التي أسرتهم بجمالها الخلاب وطيب أهلها وكرمهم وروعة أخلاقهم، ومتأثرين من ظلم وبشاعة ما خلفته الحروب من جرائم لا أنسانيه بحق المواطنين، ومعبرين عن إستغرابهم الشديد من هول الزيف والإدعائات الكاذبة التي يروجه لها بعض أمراض النفوس، والتي لم يجدوا لأي منها على أرض الوقاع أي أثر، بل أنهم وجدوا عكس ذلك تمامًا مما زادهم حبٌ ومودة لهذه المحافظة ولأهلها .

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More