في موكب مهيب يقدر بحوالي أكثر من (76) حافلة الى جانب أكثر من (20) سياره أخرى تقريبًا، خرجت جماهير غفيرة من أبناء (مديرية شعوب - أمانة العاصمة) يوم الأربعاء المُنصرم، وهي تحمل مشاعل المحبة والمودة، لتلبي دعوة المكتب السياسي لأنصار الله وعلى رأسهم السيد/ عبدالملك الحوثي -حفظة الله- لجميع أبناء منطقة شعوب بمختلف توجهاتهم وإنتمائهم دون إستثناء للنزول الميداني الى مدينة -صعدة- لزيارة إخوانهم فيها، ولتعميق روابط الأخاء والحب بين أبناء الشعب والموطن الواحد، في وقت تعمد البعض على نشر ثقافة الفُرقة والبغضاء والمشاحنة بين أوساط أبنائه، بغرض خلخلة الصفوف وشقها ونزع اللُّحمة الوطنية والنسيج المُجتمعي المتراحم الذي أشتهر به شعبُنا منذ ألاف السنين.
جامع الأمام الهادي عليه السلام - بصعدة |
وصل الموكب الذي أطلق على نفسة أسم ( موكب المودّة . . من "شعوب" الى "صعدة" ) الى مدينة السلام "صعدة"، ولقى ترحيب حار من أبناء وعقال ومشائخ المدينة الذين لم يسأموا من إنتظار ضيوفهم حتى الساعات المتأخره من ليل يوم الأربعاء .
وقد تخللت الزياره للعديد من الفعاليات والرحلات داخل المحافظة، وزيارة أبرز معالمها التاريخية ومناظرها الخلابة، ومشاهدة لبعض ما خلفتهُ الحروب "الست" الظالمة وما تركته من مأسي قاسية على سكان وبيوت ومزارع ومقدرات هذه المحافظة ( أرضٌ/ وأنسانٌ ).
وفي يوم الخميس تحرك الموكب الى مديرية "مران" لزيارة ضريح الشهيد القائد/ حسين بدر الدين الحوثي، ولزيارة جرف "سلمان" الذي صمد فيه السيد هو ورفاقة، وسطروا أشرس ملاحم البطولة والفداء للدفاع عن أنفسهم وعن مبادئهم الثابته بثبات جبال "المران" الشامخة التي حمّتهم وأختبئوا فيها.
أستمرت الزياره ليومان فقط، وبالمصادفة كانت جميعها أيام اعياد، يوم "الخميس" الذي صادف يوم "عيد العمال" ، ويوم "الجمعة" الذي صادف أيضًا عيد جمعة رجب -ذكرى دخول أهل اليمن الى الأسلام- وشارك الزوار الضيوف في مسيرة أبناء المحافظة الحاشدة يوم "الجمعة" ، وأكد الزوار من على منصة التغيير هناك على مساندة إخوانهم الأحرار على إسقاط حكومة الفساد وتحقيق كامل أهداف ثورة الشباب.
من بعدها ذهب الضيوف الى الجامع الكبير بصعدة -جامع الأمام الهادي- لأدى صلاة الجمعة ولسماع خطبتها ، ومن ثم ذهب الموكب الى قاعة "الشهيد القائد" لسماع كلمة ترحيبية من السيد / عبدالملك الحوثي قائد المسيرة القرأنية، التي أثرت الزوار بالكثير من الأستفادة والحكمة ، والذي أكد من خلالها على أهمية التكاتف ونشر روح المحبة الأخاء، وترك جميع صور العنف والطائفية، ودعوه صادقة الى السلام ونشره روحه السامّي بين جميع أبناء الوطن الواحد، وذكر فيها لمّحة بسيطة عن سبب رفع الشعار وأعلان البراءة من أعداء الأمة، وقد تطرق من خلالها أيضًا عن ذكر أهم أخر الأحداث والمتغيرات التي تمرُ بها الساحة اليمنية والأقليمية وأبرز تأثيراتها على المجتمع، وعن كيفية الأستفادة المُثلى من مجرياته.
وفي صباح يوم "السبت" غادر الموكب الى منطقة "بني معاذ" لزيارة قبور الشهداء البواسل ومن بينها قبر الشهيد د. عبدالكريم جدبان الذي أغتالته أيادي الغدر والخيانة في العاصمة صنعاء بعد خروجة من الجامع والعودة الى منزلة، وقرأوا على أروح الشهداء سورة "الفاتحة" ، وأنطلقوا بعدها صوب العاصمة صنعاء تاريكين ورائهم قلوبهم وأفئدتهم في تلك المحافظة التي أسرتهم بجمالها الخلاب وطيب أهلها وكرمهم وروعة أخلاقهم، ومتأثرين من ظلم وبشاعة ما خلفته الحروب من جرائم لا أنسانيه بحق المواطنين، ومعبرين عن إستغرابهم الشديد من هول الزيف والإدعائات الكاذبة التي يروجه لها بعض أمراض النفوس، والتي لم يجدوا لأي منها على أرض الوقاع أي أثر، بل أنهم وجدوا عكس ذلك تمامًا مما زادهم حبٌ ومودة لهذه المحافظة ولأهلها .
0 التعليقات:
إرسال تعليق