لا غرابة في أن تخترق مجتمعاتنا ، ولا عجب في أن تطمّس جميع ثقافتنا وتستبدل بثقافة بديلة -بغض النظر إذا ما كانت ثقافة صحيحة أو ثقافة مغلوطة- والسبب في ذلك يعود إلى إنعدام الثقافة اساسًا لدّى العامة ، و إنعدام الثقافة تمثل التربّة الخصبّة لزرع إي ثقافة أخرى بديلة لدّى إي مجتمع ، وهو أيضًا المساعد الأساسي لتقبلّها ولسرعة تفشيها .
لذلك كانت ولا زالت المجتمعات العربية هي القِبَلة الأولى لأصحاب الثقافاتالمغلوطة ، وموطن خصّب لإنتشار الثقافات المختلفة وإستيطانها على مر العصور ، وفعلا استطاع الأذكياء التظليل على الكثير وتمكنوا من طمس أخر معالم الثقافة الصحيحة ، وهدم ما تبقى لدّى البعض من ميراث ثقافي صحيح وإستبداله بثقافة هشّة قابله للإختراق وسهله التمزُق في إي وقت ومن إي شخص ، وقد تسخر جزءً كبير من مجهودات المخترقين الأوائل لضرب ومحاربة منابع الثقافة الصحيحة -إن وجدت- من خلال تسليط معارضيه لإنجاز هذه المهمة ، لأن ماذا تتوقعون من عقول جوفا خاوية على عروشها من إي تحصينات ومتعطشة لإحتضان إي فكر ، ومتلهفه على تفعيل خلاياها المتُفرغة من إي مهام منذ نشأتها ، وتشغيلها بإي مهام أخرى من خلال تقبل إي ثقافة كانت .!!
تلك بأختصار مصيبة مجتمعاتنا وعلتُها ، وهي ثمرة ما زرعهُ حكامنا في مجتمعاتنا على مدى عقود ، الذين تعمدوا على جعل الشعوب بتلك الصورة من "التخلف" و "الجهل" ، حرصا على التربع في سدّة الحكم وخوفًا على زوال سطوتهم على الملك ونفوذهم المتهالك على شبه ممالكهم المترنحة .
أن الشعوب العربية لا تحتاج الى ثورات أو "ربيع عربي" من اجل التقدم والنهوض من ما هي عليه ، الشعوب العربية تحتاج الى ثورات علمية وثقافية ، و هم في أَمَسّ الحاجة الى "ربيع معرفي علمي" شامل في كل الجوانب ، الشعوب العربية ليس مكتوب لها التطور إلا من خلال"العلم" ثم "العلم".
"العلم" هو السلاح الأقوى لموجهة جميع التحديات ، و هو السلاح الشامل التي تمتلكه الدول العظمّى المهيمنه على العالم ، بينما تفشي "الجهل" هي الثغرة الوحيدة للإختراق ، والعائق الأبرز لمسيرة البناء والتنمية ، والفيروس المسبب لأنتشار جميع الأمراض ، وهو الطريق الموصل الى الفقر ، والباب المطلّ على الفوضاء ، والبيئة المناسبة للفساد ، والمنبع المغذّي للإرهاب ، هو الداء المُزمن المؤدي للشلل الذي نحن الآن فيه ، ولا يمكن التخلص منه إلا من خلال التمسك بحبل الله ثم "العلم" .
نعم يا أصدقائي "العلم" وتغذية ثقافتنا بالعلم ولا شيء أخر سواه .
0 التعليقات:
إرسال تعليق