الثلاثاء، 19 أغسطس 2014

بين الأمس واليوم

بين الأمس واليوم

عقولنا ليست مُحصنةٍ ، ويمكن للخداع أن ينطلي عليها ، خاصةً إذا ما توفّر المبرر، والذي عادة ما يكون إغراء بفائدة أو ترهيباً من خسارة؛ مدعوماً بأبواق تدندن وتُلحّ على تأكيد الكذبة وترويجها.

- فنبي الله 'موسى' علية السلام عندما جاء إلى 'فرعون' وملائه وصفوه بـ(المجنون - والساحر - والكاذب ) من أجل تشويه صورته بين الناس ومنعّهم من الإيمان به ، ولكن عندما شاهد 'فرعون' ميول الناس أصبح متجهً نحو الحق ، وعدم تأثرهم لما قيل عن 'موسى' من ادِّعاءات كاذبة ، لجَأَ إلى إضافة القليل من الترهيب لإدعاءاته لكي ينجح في فَضَّ الناس من حوّله ، وقال: « يُرِيدُ » إي 'موسى' « أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ » [الاعراف (110)] ، كناية بأن كل ما يقوم به 'موسى' ليس من أجلكم كما يدعي وإنما لأجل ان يكون ملك عليكم ويخرجكم من دياركم أو ربما لشيء أخر في نفسه .
وللأسف كان هناك ممن اطاعوا 'فرعون' واعرضوا عن النور الذي جاء بهِ نبيهم ، وعن الحياة الكريمة التي كان يدعوهم إليها  « فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ » [الزخرف(54)] .
ولكن الله تعالى من بعد ما أَتْمِمْ حجته عليهم ،  إِسْتعاضَ عنهم وأحبط أعمالهم وجعل كلمتهم هي السفلى وأَلقَى بهم مع طاغيتهم 'فرعون' فِي الْيَمِّ ، وأَنجَى نبيه 'موسى' ومن آمَنَ بِهِ وأيدهم بنصرة وجعل كلمتهم هي العليا .
وكانت الخسارة الكبرى من نصيب المستضعفين ممن إستخفّ بهم 'فرعون' فأطاعوه ، الذين لم يكن لهم نصيبًا في متاع الدنيا ولا نصيبًا من نعيم الآخرة ..

- وكذلك هو الحال الآن مع طغاة عصرنا هذا ، الذين لا يتأخرون في إطلاق الافتراءات و الادِّعاءات الكذبة لكل من يعارض نزعتهم الطغيانية ، فقد قالوا سابقآ عن من حاول التخلص من فسادهم وطغيانهم بالمارق ونعتوه بـ(الساحر - والمجنون - والكاذب) وشنوا علية سلسلة من الحروب الظالمة للتخلص منه .
وبالرغم من ذلك كله لم يستطيعوا من إخماد شعلة النور التي تهدد بقاء مشاعل الظلام وتقتلعها ، وليس هذا وحسب بل ايضآ زاد من تدفق الناس الي تلك الجُذْوَة والتفافهم حولها ، وأصبحوا على مقربة من دق أخر مسمار في نعوشهم.
 عندها لجَأَ ظالموا هذا العصر -كما لجَأَ 'فرعون' من قبل- إلى إضافة الافتراءات الترهيبية إلى جانب الادعاءات السابقة والمدعومةً بأبواق تدندن وتُلحّ على تأكيدها وترويجها  وتخيفهم بأوهام (سقوط صنعاء ، وانهيار الجمهورية ، وعودة الإمامة ) وغيرها من الافتراءات الكاذبة المشابهة لهَرْطَقَات نبيهم 'فرعون' التي أستخفّ بها على قومه فأطاعوه ، .


ولكن كل هذه الحيل لن تنطلّي على أحد ، ولن تجدّ لَهَا آذَانٌ تستمع لها ، وذلك تفادياً من الوصول إلى ما وصلوا إلية قوم "موسى" ممن أستخفّ بهم 'فرعون' فأطاعوه .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More