بين الأمس واليوم
عقولنا ليست مُحصنةٍ ، ويمكن للخداع أن ينطلي عليها ، خاصةً إذا ما توفّر المبرر، والذي عادة ما يكون إغراء بفائدة أو ترهيباً من خسارة؛
مدعوماً بأبواق تدندن وتُلحّ على تأكيد الكذبة وترويجها.
- فنبي الله 'موسى' علية السلام عندما جاء إلى 'فرعون' وملائه
وصفوه بـ(المجنون - والساحر - والكاذب ) من أجل تشويه صورته بين الناس ومنعّهم من الإيمان
به ، ولكن عندما شاهد 'فرعون' ميول الناس أصبح متجهً نحو الحق ، وعدم تأثرهم لما قيل
عن 'موسى' من ادِّعاءات كاذبة ، لجَأَ إلى إضافة القليل من الترهيب لإدعاءاته لكي ينجح
في فَضَّ الناس من حوّله ، وقال: « يُرِيدُ
» إي 'موسى' « أَن
يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ » [الاعراف (110)] ، كناية بأن كل ما يقوم به 'موسى' ليس من أجلكم كما يدعي وإنما
لأجل ان يكون ملك عليكم ويخرجكم من دياركم أو ربما لشيء أخر في نفسه .
وللأسف كان هناك ممن اطاعوا 'فرعون' واعرضوا عن النور الذي
جاء بهِ نبيهم ، وعن الحياة الكريمة التي كان يدعوهم إليها « فَاسْتَخَفَّ
قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ » [الزخرف(54)] .
ولكن الله تعالى من بعد ما أَتْمِمْ حجته عليهم ، إِسْتعاضَ عنهم وأحبط أعمالهم وجعل كلمتهم هي السفلى
وأَلقَى بهم مع طاغيتهم 'فرعون' فِي الْيَمِّ ، وأَنجَى نبيه 'موسى' ومن آمَنَ بِهِ
وأيدهم بنصرة وجعل كلمتهم هي العليا .
وكانت الخسارة الكبرى من نصيب المستضعفين ممن إستخفّ بهم
'فرعون' فأطاعوه ، الذين لم يكن لهم نصيبًا في متاع الدنيا ولا نصيبًا من نعيم الآخرة
..
- وكذلك هو الحال الآن مع طغاة عصرنا هذا ، الذين لا يتأخرون
في إطلاق الافتراءات و الادِّعاءات الكذبة لكل من يعارض نزعتهم الطغيانية ، فقد قالوا
سابقآ عن من حاول التخلص من فسادهم وطغيانهم بالمارق ونعتوه بـ(الساحر - والمجنون
- والكاذب) وشنوا علية سلسلة من الحروب الظالمة للتخلص منه .
وبالرغم من ذلك كله لم يستطيعوا من إخماد شعلة النور التي
تهدد بقاء مشاعل الظلام وتقتلعها ، وليس هذا وحسب بل ايضآ زاد من تدفق الناس الي تلك
الجُذْوَة والتفافهم حولها ، وأصبحوا على مقربة من دق أخر مسمار في نعوشهم.
عندها لجَأَ ظالموا
هذا العصر -كما لجَأَ 'فرعون' من قبل- إلى إضافة الافتراءات الترهيبية إلى جانب الادعاءات
السابقة والمدعومةً بأبواق تدندن وتُلحّ على تأكيدها وترويجها وتخيفهم بأوهام (سقوط صنعاء ، وانهيار الجمهورية
، وعودة الإمامة ) وغيرها من الافتراءات الكاذبة المشابهة لهَرْطَقَات نبيهم 'فرعون'
التي أستخفّ بها على قومه فأطاعوه ، .
ولكن كل هذه الحيل لن تنطلّي على أحد ، ولن تجدّ لَهَا آذَانٌ
تستمع لها ، وذلك تفادياً من الوصول إلى ما وصلوا إلية قوم "موسى" ممن أستخفّ
بهم 'فرعون' فأطاعوه .
0 التعليقات:
إرسال تعليق