حددوا مواقفكم يا علماء، وأوقفوا هذا النزيف واحقنوا الدماء .
------------------------------------------------------
نحن أمام مُفترق خطير، والوضع يستدعي الى وقفه جادة من الجميع لتحديد المصيّر، إن ما شاهدته أمس العاصمة صنعاء من اغتيال لأحد أصحاب المكتبات الدينية التي تبيع الكتيبات الخاصة بالطائفة (الإثناء عشرية) ، هو ورفيقة بداخل مكتبته من قبل مجهولين قاموا بإطلاق النار عليهم باستخدام مسدسات "كاتمة للصوت" بعد ظهر الأمس، كارثة حقيقية، وهي بداية النهاية، وستكون الشرارة الأولى للنار السوداء التي ستلتهم الجميع بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم ومذاهبهم، سواء كانوا (سنيين أو شيعيين) .
إن انتقال مسدسات "الاغتيالات" من إطار مربع الصراع "السياسي" الى مربع الصراع "الطائفي" وتغيير اتجاه فوهته صوب المواطنين العاديين، كفيل بأن يجعلنا نودع أنفسنا ونقرا على الدنيا السلام .
لذلك فأن الوضع هذا يستدعي الى وقفة حازمة من الجميع ضد هذه الأعمال وضدّ من يقومون بها، فلا تفكي الإدانات لوحدها، ولن تكفي التنديدات أيضا، و ما يجب فعله الآن هو تجريم هذه الأعمال من قبل الجميع ورفضها، وتحريمه من قبل العلماء -بمختلف مذاهبهم- وأن يقوم جميع الموطنين على صعيد رجل واحد ليرفضوا هذه الأعمال، وكذا بمطالبة العلماء بتحديد موقفهم من ذلك .
كما يجب أيضًا على العلماء بمختف مذاهبهم -وبوجه الخصوص- علماء السلفيين وعلماء مذهب الوجه المقابل للطائفة "الإثناء عشرية" -الشيعية- بتحديد موقفهم اتجاه هذه الإغتيلات وأن يقولوا رأيهم الصريح عليها، فإذا كانوا رافضين لها ويدينوها، إذا فأن عليهم إصدار فتوة صريحة وعاجلة بتجريم ذلك وتحريمه، وتحريم قتل النفس بدون وجه حق ، بمختلف انتمائها وتوجهها ومذهبها سواء كانت ( شيعية أو سنية ) -وبوجه الخصوص- تحريم قتل "الشيعة" بشكل عام -كونهم هم المستهدفين- وأن يقوم بالتوقيع عليها جميع علماء اليمن أبتداءًا بمفتي الجمهورية القاضي العمراني ومن ثم علماء السلفيين ( الشيخ الزنداني وصعتر والديلمي وشبيبة والعامري وهزاع المسوري) وغيرهم من علماء هذه الطائفة، وكذا بقية العلماء من جميع المذاهب ، وأن ينقلوا تلك الفتوى على جميع الشاشات والقنوات ، وتنشر في جميع الصحف والجرائد الرسمية والغير الرسمية، وتكون واضحة وصريحة وقاطعه، ولا أظن بأن أحد سيتخلف عن التوقيع عليها، ومن سيتخلف فأن أصابع الاتهام ستتوجه إلية وسيكون هو المسئول عن هذه الأعمال وسيعرف عندها من لديهم المصلحة في ذلك، ومن هم المتورطين .
وأنا هنا أطلب من الجميع أن يطالبوا بهذا الطلب من علمائنا الأجلاء، لكي يضعوا حدٌ لهذا النزيف، وأن يوصلوا رسالتي تلك الى المعنيين بهذا الشأن لإلزام علمائنا الأفاضل بتحديد مواقفهم وإظهارها أما الجميع، لكي نتلافى الوقوع بمستنقع "الحرب الطائفية" العكر الذي سيُغرق ويُهلّك الجميع، في حال إذا ما سقطنا فيه.
كما أني أفكر أيضًا بتبني حملة تدعوا إلى ذلك للضغط عليهم، في حالة إذا لم يستجيبوا لمطالبنا البسيطة والمُلّحة، وستكون باسم (حددوا مواقفكم يا علماء، وإلا فأنتم الغرماء)